التدخل المبكر

_

يشير مصطلح “التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة” إلى نظام خدمات مُنسّق مُصمّم لدعم الرضع والأطفال الصغار – عادةً من الولادة وحتى سن الرابعة – المُعرّضين لخطر تأخر النمو أو الإعاقات أو الذين يعانون منها. ترتكز هذه الخدمات على فكرة بسيطة لكنها فعّالة: كلما تدخّلنا مُبكّرًا، زادت فرص الطفل في النمو والتطوّر.

في  اسيل، يجمع نموذجنا للتدخل المبكر بين خدمات طبية وعلاجية وتعليمية ونفسية اجتماعية متخصصة، مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل طفل على حدة. قد تشمل هذه الخدمات العلاج التأهيلي او الطبي، والتقنيات المساعدة، ودعمًا شاملًا لمرحلة ما قبل المدرسة، وبرامج منزلية، وتوجيهًا واستشارات مُنظمة للأهل. سواءً قُدّمت هذه الخدمات في المركز أو المنزل أو أي مكان يعتبر بيئة طبيعية للطفل، يبقى هدفنا واحدًا: تعزيز نمو كل طفل، وتعزيز قدرات الأسرة، وتعزيز اندماجه في المجتمع على المدى الطويل.

لماذا التدخل المبكر؟ .

إن الأساس المنطقي للتدخل المبكر مدعوم بعقود من البحث العلمي والتوجيه السياسي الدولي:الأساس العلمي: تُعدّ السنوات الثلاث الأولى من الحياة فترةً حاسمةً لنمو الدماغ. فالتدخلات الداعمة في الوقت المناسب خلال هذه الفترة تُرسي أسس التعلم مدى الحياة، والصحة النفسية، والمرونة.

الأساس المنطقي لحقوق الإنسان: وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يتمتع جميع الأطفال بالحق في البقاء والنمو والمشاركة إلى أقصى حد ممكن، بغض النظر عن قدراتهم. والتدخل المبكر أساسي لإعمال هذا الحق.

الأساس الاقتصادي: الاستثمار في الدعم المبكر للأطفال ذوي الإعاقة يُخفف العبء طويل الأمد على أنظمة الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية. كما أنه يزيد من احتمالية أن يصبح الأطفال أعضاءً مستقلين ومساهمين في المجتمع.

الأساس المنطقي للبرنامج: يُسهّل التدخل المبكر الشامل انتقال الأطفال إلى المدارس، ويُحسّن رفاه الأسرة، ويُتيح فرصًا لمقدمي الرعاية – وخاصةً الأمهات – للانخراط في العمل والحياة المجتمعية. يُساعد الجمع بين البرامج القائمة في المراكز والبرامج المنزلية على تحديد حالات التأخير مُبكرًا، ومنع الإساءة أو الإهمال، ودعم الاستعداد للمدرسة

في لبنان، حيث لا تزال أنظمة الكشف المبكر والدعم الحكومي غير متطورة، يُسهم برنامج اسيل في سد فجوة حرجة. نقدم خدمات مُركّزة على الأسرة، شاملة، ومُستجيبة للحاجة والظروف المحلية ، مدفوعةً بأفضل الممارسات العالمية ومتجذّرة في الواقع المحلي.

لأن كل طفل يستحق فرصة النمو – ليس فقط في الصحة والقدرة، بل في الكرامة والفرص