
كلمة من المدير
الانسان وكرامته غاية العمل الذي نقوم به في مركز التّدخّل المبكر – اسيل. منذ أوائل الستينات أكد الامام الصدر أنّ البشر أمامه أهداف ومنافع وغايات هي أعظم وأقوى من الفرد، بحيث لا يمكن للفرد وحده ان يحقق تلك الأهداف وأن يصل الى تلك المنافع، ولهذا هو يحتاج الى تعاون مع الاخرين. كما أكد أيضاً، ان المجتمع يتشكل إذا كان هناك أخذٌ وعطاء، ولا أخذ وعطاء إلا إذا كان هناك تفاوت، وكلما كثُرالتفاوت كثُرت الوحدة، لأن كثرة التفاوت تُكثِرالحاجة، وكثرة الحاجة تشد الارتباط والتوحيد واللقاء بين أبناء مجتمعٍ واحد.
ما رسمه الامام الصدر يمثّل خارطة طريق لنا والعمل مع أي انسان بغض النظر عن قدراته وخلفياته هو هدفنا. وبما ان الامام الصدر أكد على أهمية الجانب الاجتماعي والفردي معاً دون ان يطغى أي من الجانبين على الآخر، نحن نحرص في عملنا ان نلامس ونقدّر كل الجوانب المحيطة في عملنا ليشعر كل من نتعاون معه من زملاء ومستفيدين وافراد مجتمع محلي وخارجي بكرامته.
اطفالنا ينمون ويتعلمون الكثير من الاشياء دون جهودنا ونظن اننا نتعب ونقوم بعمل شاق في تعليمهم ولكن هناك أطفالٌ لا يستطيعون القيام بمهمات قد تُعتبر بسيطة، وإن لم نؤمن بهم ونقف الى جانبهم سيفوت الأوان وسيفقدوا الفرصة لتعلمها. هذا هو التّدخّل المبكر، هذا هو مركز اسيل.
قد يكون الطفل الذي له احتياجات خاصة مختلف عن الأطفال الآخرين في أسلوب التعامل وسرعة النمو ولكنه طفل كباقي الأطفال له خصائصه وميزاته، ويحتاج الى الحب والرعاية والفرح والأهم ان لا يفقد ذويه الأمل لمستقبله، ودورنا نحن والكلام للإمام الصدر عن الإنسان بشكل شامل، أن نمهد له الجوّ المناسب لتتمكن أسرته القيام بواجباتها على أحسن وجه.
تمّ تأسيس مركز اسيل إثر حاجة ملحّة على المستوى الوطني لحديثي الولادة من ذوي الاحتياجات الخاصة اذ لم يكن لهذه الفئة الخدمات المناسبة لدمجها في المجتمع. تمّ تنظيم العمل مع مجموعة من المتخصصين في مجال الطفولة المبكرة مستندين على أحدث الأبحاث في المجال آخذين بعين الاعتبار خصائص مجتمعنا وتقاليده.
مليحة الصدر – مدير المركز